جلسة الملتقى 176
•بدر الكبرى هي أولى الحروب الكبرى التي خاضها النبي (ص) بعد هجرته إلى المدينة المنورة.
•التصور القائم أن هذه المعركة جاءت كردة فعل من قبل مشركي قريش ضد محاولة النبي (ص) والمسلمين الإغارة والاستيلاء على قافلتهم التجارية.
•هذا الأمر قدّم للطاعنين في الإسلام مادة دسمة لاتهام النبي والمسلمين بسلوك أسلوب قطّاع الطريق.
•هناك محاولات متنوعة لردّ هذه الشبهة، ولكن ماذا قال القرآن الكريم عن هذه القضية؟
•وهل يمكن أن نحصل من خلال القرآن على رد لهذه الشبهة؟
•الحصول على الإجابة على هذا التساؤل يستدعي أن ندرس ما طرحه القرآن من آيات حول دوافع الحرب والقتال، لنرى هل يمكن أن يكون التصور القائم حول منطلق معركة بدر الكبرى صحيحاً؟
•في القرآن الكريم آيات عديدة تدعو إلى ضبط النفس والعفو والتغاضي والاتجاه إلى التعامل السلمي مع المشركين.
•وقد قيل بأن الآيات التي تضمّنت الأمر بالقتال نسخت هذا الحكم، وتحوّل حكم العلاقة مع الآخر الديني من السلم إلى القتال، ولو ابتداءً.
•أي أن السلم كان الأصل في العلاقة … ثم تبدّل فأصبح القتال هو الأصل في العلاقة.
•ومن هنا يمكن تفهّم مشروعية الجهاد الابتدائي، أي مبادرة الآخر الديني بالحرب لمجرد أنه مختلف دينياً، وذلك بغرض نشر الإسلام، وسنتفهّم ما جرى في بدر.
•فهل وقع النسخ فعلاً في آيات السلم؟
•وما مدى مشروعية الجهاد الابتدائي (يقابله الجهاد الدفاعي)؟
•سأبحث النقطة الأولى في هذه المحاضرة، والنقطة الثانية في المحاضرة القادمة.