أن الإنسان ينتقل لآخرته على حالته النفسية والأخلاقية التي كان عليها في دنياه تماما مالم يرأف به الله سبحانه فيغيرها لطفا به “فينزع الغل في الجنة لتصفية الطباع، وإِسقاط الوساوس، وإِعطاء كل نفس مناها، ولا يتمنى أحد ما لغيره”[1]، فقال تعالى {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ}[2]. فالإنسان إذا ما أتى بعمل من الأعمال مرات كثيرة متوالية فستحصل في نفسه بسبب ذلك ملكة قوية راسخة. وستكتسب النفس نتيجة لتطبّعها على ممارسات معينة الكثير من الصفات الحميدة أو الرذيلة. وأن أفعال الإنسان مرهونة لملكاته التي جُبلت نفْسه عليها وأصبحت جزءاً من شخصيته وكما أن الموت ليس إبطالا للشخصية فأن ما سيكون عليه الإنسان في الآخرة من سجية وأخلاق هي ذاتها التي كان عليها في الحياة الدنيا. فتنتقل صفات الإنسان كما تنتقل أفعاله الى النشأة الآخرة. وهناك شواهد قرآنية على ذلك تعرّض لها البحث.
[1] التبيان الجامع لعلوم القرآن، الطوسي (460 هـ)، ج4، ص 403
[2] الأعراف 43