ما يكفي من أمر الدين

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

جاء في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: (كَفى‌ مِن أمرِ الدّينِ أن تَعرِفَ ما لا يَسَعُ جَهلُهُ)([1])، حيث ينصّ على أمرٍ ويشير إلى أمرٍ آخر.

أمّا ما ينصّ عليه فهو اقتصار المسلم المؤمن من أمر دينه على ما هو محلُّ ابتلاءٍ له، بنحوٍ لو جَهِلَ شيئًا من ذلك وقع التقصيرُ منه، من قبيل معرفتِه بالكيفيَّة الصحيحة للوضوء.

وأمَّا الأمر الثاني المشار له فهو عدم الإيغال والتوسِّع في تفاصيلَ مِن أمر الدين ليست محلَّ ابتلاءٍ لك، فلسنا مُكلَّفين بها فنقصدُها، إلَّا من كان عملُه ذلك، كطلبة العلوم الدينية.

إذن: فالحديث ينصُّ على ضرورة تعلُّمِ المسلمِ المؤمنِ ما لا يسعُه جهلُه من أمر دينه، ويُشير إلى ترك الفضول التي غالبًا ما يكون ثمنها هدر الوقت الثمين من العمر القصير.


[1]ـ نثر الدرّ في المحاضرات، لأبي سعد منصور بن الحسين الآبي (ت: 421 هـ): ج 1 ص 200.