كتاب “لغة الجسم”

يستعرض هذا الكتاب لغة الجسم ، و التي هي تعبيرات وحركات أعضاء الجسم لتعبر عن شعور أو أحاسيس أو تفاعل الشخص مع الآخرين وإن كانت جزءا لا يتجزء من علم الحركات والإيماءات (Kinesics) ومنها مثلا الإيماءات في الرقص وإن كانت تعتمد كما في لغة الجسم على العادات والتقاليد. و لغة الجسم تختلف قريبا أو بعيدا عن الفراسة (Physiognomy) المتمثلة بدراسة شكل الأعضاء وانعكاساتها على الشخصية مثل شكل العين او لونها أو دقة الأنف أو عرضه وهكذا لاكتشاف مزاج الأشخاص وشخصياتهم وطباعهم وأحوالهم النفسية والصحية من خلال الشكل والمظهر الخارجي وبالأخص الوجه، وان كنت قد المحت الى بعضها لاستكمال الموضوع. ولا يتناول هذا الكتاب كيفية التعرف على الشخصية من خلال قراءة خطوط الكف (Palmistry) ، أو تحليل الخط (Graphology) ، أو تحليل الشخصيات من خلال الخط والرسوم والتوقيع (Graphology) ، أو تحليل وتعديل الشخصيات من خلال الخط )العلاج من خلال الخط(Graphotherapy) ( ، أو على تحليل الشخصيات من خلال الخط والرسوم والتوقيع وفق قياسات محددة )مبني على إحصاءات( وأرقام (Graphonomy) ، ولا يتعرض الكتاب الى قراءة صفات الأشخاص والمجرمين على أساس شكل الرأس (Phrenology) . كما لم يتناول هذا الكتاب دراسة الشخصية من خلال وضع قائمة بالصفات الجسمية التي تتعلق بسلوك وصفات البشر
Personology) ( . ولا شأن لهذا الكتاب بدراسة الخصائص الوجهية لاكتشاف الكفاءات والسلوكيات والميول والطباع من خلال الدمج بين علمي النفس و البيولوجيا
(Morphopsychology) .أو الدمج بين علمي الفراسة ) قراءة الوجه( وشكل الرأس لدراسة الشخصية (Characterology) .

كما وأن هذا الكتاب لا يتناول لغة الإشارة سواء للصم والبكم (Sign language) او لغة بريل للمكفوفين (Braille language) ، أو أشارات اليدين في توجيه الطائرات في المطارات (Airport hands signals) . شيء أخير أود التبيه له أن الكتاب لم يتطرق لدراسة الهندام – وان كان له علاقة مباشرة
بالشخصية- وهو ما يتعلق بالمظهر. وما للملابس من دور مهم دون شك لكن الهندام والنظافة الشخصية هما العاملان الأهم في هذا الصدد. فهناك أمور رئيسية خاصة بالهندام الشخصي منها الشعر – تصفيفه او تنظيفه أو إزالته – وكذلك نظافة الأسنان والرائحة واليدين والأظافر.
إن ما يلفت الإنتباه هو أن العالم الغربي قد أولى إهتماما مبالغا في دراسة لغة الجسم وأسس لها معاهد، وصرفت لها الأموال الطائلة حتى أن أحدى المؤسسات الأمنية الأمريكية قد صرفت أكثر من مليار دولار لإعتماد لائحة تتضمن على أقل من عشرين نقطة ليعتمدها عناصر الأمن في المطارات لأجل التعرف بسرعة على الإرهابيين ومنها: تعرقه وسرعة تنفسه وعدم التركيز وغيرها. ولم يهتم بها بوضوح في العالم الإسلامي ما عدا ما ما يعتمده السلك الدبلوماسي أو الرئاسات
الحاكمة وهو ما يتعارف عليه بالأتيكيت (Etiquette) . إن عرض الكتاب لم يكن على شكل فصول بل تم عرضه على شرح لغة كل عضو من خلال تعريف المصطلحات اللغوية بالإعتماد على ما دون في كتب اللغة والتراث لنستفيد من دلالتها في فهم القرآن الكريم والسيرة او ما في اعطاء اللفظ المناسب بدلالة معينة. وقد تلتقي هذه مع ما يفسر من قبل أرباب هذا العلم اليوم في شرح هذه الحركات.