دور الفلسفة في تفسیر القرآن الكریم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمد الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين.

توغّل البحث الفلسفي في معارفنا الدينية في العصر العباسي الأول، وذلك بعد التبنّي الرسمي لترجمة جملةٍ من أهم مصنّفات الفلسفة المشائيّة، وظهور بيت الحكمة، كأوّل دارٍ علميةٍ في تاريخ الحضارة الإسلامية، لتضمّ إلى جنب كتب الفلسفة ترجمات كتبٍ رئيسةٍ في الطبّ والفلك والهندسة.

ومنذ ذلك التاريخ وإلى يومنا هذا والحقول المعرفية الإسلامية المعتمدة على النصوص الدينية تواجه تحديّاً كبيراً وخطيراً تفرضه معطيات البحث الفلسفي، حيث الإشكالية التاريخية التي لم تنطفء جذوتها، والقائمة على أساس الجدل المعرفي بين المعطى النصّي التعبدّي والمعطى الفلسفي التعقّلي، أو قل: إنها الإشكالية القائمة بين المعطى الإلهي وبين النتاج البشري، والذي يتصدّره البحث الفلسفي.