اكتسبت البشرية عبر تاريخها الطويل قيما إنسانيَّةً عليا، ولم تبلغ تلك القيم كمالها إلا حينما اتصلت بخالقها عن طريق الرسالات السماوية، ولكن حينما تسود أهواء البشر، تُخلد الإنسانية إلى الأرض، فتضل وتنحط قيمها، والإنسان خاسر – لا محالة – إلا إذا حقق أربعة شروط: هي الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، وهذا هو ما أكد عليه القرآن الكريم منذ نزل على قلب النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم منذ ما يزيد على ألف وأربعمائة سنة، فقد أُنْزلت سورة تحمل اسم “العصر”، ومع قلة عدد كلماتها فإنها تُمثل الطريق الذي يهدي الإنسان إلى الفوز، فيها يقول تعالى: ﴿ والْعصر إن الإنْسان لَفي ُخسر إلا الَّذين آمنُوا و َعملُوا الصالحات وتَواصوا بالْحق وتَواصوا بالصبْر ﴾ [العصر 1 – 3].