إنّ الدعاء والطلب الصادر من العبد لربّه جلّ وعلا من الأمور التي لا يُستغنى عنها، فلو ترك العبد الدعاء والمناجاة لكان خارجا عن حدود الإيمان، ولصار بذلك مستكبرا، فالضد من الدعاء استكبار وهذا ما يشير له القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ٦٠﴾[غافر:60], والدعاء بالمأثور من المسائل أكّد عليها ديننا الحنيف, وخير الدعاء ما ورد عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وعترته الطاهرين، وللدعاء مفاهيم وتعاليم وتحوي أكثر الأدعية على مزايا وشذرات لغوية وتربوية وروحية ومعنوية وتعليمية وأدب الطلب والتأدب في الدعاء.
ومن هذه الأدعية هو دعاء الجوشن الصغير للإمام الكاظم (عليه السلام)، الذي سنتطرق إلى دواعي الدعاء به، وعليه كان عنوان البحث ( طلب المستنير في شرح دعاء الجوشن الصغير للإمام الكاظم (عليه السلام)، وعند البحث والاستقصاء –على حدود اطلاعي- لم أجد أنّ الدعاء مدروس في بحث أكاديمي ولا كتاب بأنّ الدعاء مشروح بتفصيل إلا ما ورد خبر عن مخطوطات لعلمائنا أسعى جاهدة لتحقيقها إن شاء الله ..
ويسعى هذا البحث بالوقوف على التشكيل اللفظي سياق مقاطع دعاء الجوشن الصغير، فضلا عن بيان مصادر الدعاء وبيان فضل قراءته وسبب الدعاء به من لدن مولانا الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) وتسميته بالجوشن.